إعداد وتقطيع مشهد من مسرحية اسمع يا عبد السميع للدكتور عبد الكريم برشيد من طرف الأستاذ أحمد لبكيري

2020.03.18

اسمع يا عبد السميع
12:31:58
ثلاث مشاهد من مسرحية إسمع يا عبد السميع  / مسرح مغربي
للكاتب الدكتور عبد الكريم برشيد
للامتحان قسم مادة المسرح بالعربية  السنة الثانية مسرح مغربي –  
تحت إشراف الأستاذ أحمد لبكيري

المشهد الأول
الخامسة : معذرة سادتي الكرام ، إن لم تكن في جعبتي رواية مكتملة ، مالنا غير حياتنا ، وسوف نحياها معكم .
المداح  : لا تدعو سادتي كل ما قيل من ألوف السنوات ، فما التاريخ إلا رواية ، وما أكذب ما قال الرواة .
الخامسة :  الرواة قالوا عنك أشياء عدة ، ولكنها كاذبة ، هل تدري يا عبد السميع أنه ما كان لي أن أمشي وأبحث عنك كل هذه السنوات الطوال لولا هذا العكاز.
المداح    :  أحذركم سادتي من روايات تعطي من يومنا قشوره وشكله ، اليوم نريد روح الواقع ..نريد قلبه ولبه .
الخامسة : سادتي كل الأزمان في حفلنا الليلة مختصرة ساعة أو بضع ساعات ، كل الممالك ندعوها فتأتي إلينا لتجمعنا داخل هذا الفضاء المحدود ونسمي الكل هنا .
المداح   : قلنا أيها السادة الكرام بأنه ترك الوجه معلقا على مسمار واختفى ، هجر اللوح والدواة والقلم ، هجر الأثواب وكل الصبية ، وفر حيث لا أحد يعلم .
الخامسة : كيف أعلم أو تعلم .. عمن تتحدث أيها الرجل ..؟
المداح    : إنني أشتغل أيتها المرأة ..وشغلي هو أن أحدث الناس كما ترين .
الخامسة : عجبا ..ا
المداح   : وما هو العجب يا امرأة ..؟
الخامسة : إنك تشبهه بشكل غريب ..
المداح   : أشبه من ..؟
1
الخامسة : عبد السميع ..زوجي ..يا سبحان الله إنك هو في كل شيء .
المداح  : أنا اسمي عبد البصير الأعمى ..وأشتغل مداحا كما ترين .
الخامسة : أعني أيها المداح ..
المداح : أعينك على ماذا ..؟
الخامسة : على تركيب بيتي ..أريد أن أعيده كما كان ..
المداح  : أنا لا أستطيع يا امرأة ..لأنني أعمى كما ترين ..
الخامسة : أبدا لست أعمى ..إنك فقط تمسك هذا العكاز  ( تحاول الخامسة أخذه منه )
المداح  : أتركي يا امرأة ..أتركي ..
الخامسة : كان الوقت ليلا ..عبد السميع كان في المشغل يعمل ، أما أنا وقد كنت متعبة فقد ذهبت لأنام ..اشتغل في صمت يا عبد السميع ..ألا ترى بأنني أريد أن أنام ..ا
المشهد الثاني
عبد السميع : الخامسة ..الخامسة ..ا
الخامسة   : دعني ..إنني أريد أن أنام .
عبد السميع : إنها تدور يا الخامسة ..تدور .
الخامسة  : ما الذي يدور يا عبد السميع ..؟
عبد السميع : الطاحونة يا الخامسة ..الطاحونة ..لقد دارت أخيرا ..افتحي عينيك لتنظر
                دوري أيتها المروحة ..دوري ..
الخامسة  : لا شيء يدور غير عقلك ..إنه يدور في الفراغ المطلق ..هل أنت بخير ..؟
                كل الأشياء تغيرت من حولنا يا عبد السميع  .
عبد السميع :  نعم إلا أنت وأنا ..
الخامسة  : ومن أنت ..ومن أنا ..؟
عبد السميع :  أنت الخامسة بنت السي المامون ..صاحب معمل الأحذية .
الخامسة   : دائما تهرب يا عبد السميع ..تدفن رأسك في الرمال ..لم لا تقول بأنني بنت الإسكافي الفقير ..؟
2
عبد السميع :  كلنا فقراء ..والله هو الغني ..
الخامسة  : والدي لم ينجب غير البنات ..
عبد السميع :  أعرف هذا ..ا
الخامسة  : جاءته الأولى ..وكانت بنتا
عبد السميع :  فرحب بها طبعا ..
الخامسة  : أما عن الثانية فقد قال ..
عبد السميع : لا بأس في المرة القادمة سيكون ولدا بلا شك ..
الخامسة  : وجاءت المرة القادمة تحمل بنتا كذلك ..
عبد السميع :  فكان لا بد أن يكشر في وجهها طبعا ..
الخامسة  : ثم جاءت الرابعة
عبد السميع :  فكانت مصيبة ..
الخامسة  : ثم جاءت الخامسة ..جئت أنا يا عبد السميع ...
عبد السميع :  فكنت كارثة على المستوى الوطني والدولي ..
الخامسة  : هل تعرف يا زوجنا الوقور بأنني لا أملك أساور ذهبية ..؟
عبد السميع : غير معقول ..ا
الخامسة  : ولا أقراط ولا خواتم ولا فساتين ..ولا أي شيء
عبد السميع :   سامحيني يا بنت السي المامون ..سآتيك بكل ما تبغين ..وسترين ذلك بنفسك سأغير ملابسي هذه ..وأخرج
المشهد الثالث
الخامسة  : ولحد الآن لم يعد ..دارت الكواكب في دوامتها ولم يعد ..خرج من هذه الباب يوما ولم يعد ..من قبل كان هنا ..كان ممتلئا بالأقلام والكلام والأوهام ..هل كان لهذا البيت أن يفتقدك يوما ..لا أعتقد ، لقد جعل منك  الرواة خرافة ..حولوك وهما وأنت حقيقة ..هل تصدق هذا يا عبد السميع ..؟ ما زلت هنا باقية بعدك أنتظر ..كما أنتظرك وتموت في صمت.

النهاية