يا سيدتى:
نعم الحزن والفرح متناقضان ولكن سيبقيان إلى الأبد وجهان لعملة واحدة ، فبدون الحزن والتعاسة لا يمكن أن نفهم أو
نشعر بمعنى الفرح والسعادة ، مثلما أنه لو كانت الدنيا بدون شر فلا يمكننا أن نعرف ما هو الخير ، ولكن يكفى أن دائما وابدا أن الحزن يليه فرح والفرح يجىء من بعده الحزن ، إذا أظن أننا نتفق على ضرورة وجود الحزن فى حياتنا ولكن ما لا نتفق عليه هو بأى مقدار يجب أن يكون هذا الحزن ، فإذا كان قد تملكنا الحزن واردنا أن نمحى الكثير والكثير منه ، فيجب
أن نبحث عن أسباب هذا الحزن ، فإذا كان هذا الحزن إرادة الله سبحانه وتعالى فلا راد لقضائه ، أما إذا كنا نحن من نسبب لأنفسنا هذا الحزن سواء بالبحث عنه أو الأستكانة اليه والرضاء بالأمر الواقع وعدم قدرتنا على محاربته فلن يستطيع أحد
أن يذهب بهذا الحزن بعيدا عنا سوى أنفسنا ، لذلك فلنبحث جميعا عن أسباب الحزن الذى نسببه لأنفسنا ونمحيها من
الوجود ، ونبحث عن الحزن الذى هو إرادة الله وقضائه وقدره ونشكر الله على السراء والضراء حتى ننعم جميعا
بالسريرة وراحة البال
لقد ذكرتى فى موضوعك شطر واحد من الحل وعندى لا يكتمل الحل إلا بوجود الشطرين
سامحينى على تجرأى بالرد عليك
تقبلى تحياتى لكِ ولقلمك الذى اختار هذا الموضوع فأثار عقولنا وقلوبنا جميعا
أخــــــيكِ
Mahmoud Soudy