علام يدل الرقم (7) وأضعافه ؟
لست ممن يهتمون بمثل هذه الأمور ، لكن كثرتها في اللغة العربية فرضت عليّ الاهتمام بها أو قل : السؤال عنها . إن ورودها بشكل ملفت للنظر يسترعي الانتباه إليها والتفكر فيها .
فهناك سبع سماوات وسبع أراضين . والأسبوع سبعة أيام وسبع ليال. ..
ففي الحديث الشريف الكثير من الرقم سبعة دون غيره من الأرقام أذكر منها:
- سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...
- إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات ، أولاهن أو إحداهن بالتراب .
- وفي الحديث عن نعيم الجنة ما روى حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهم يتقلبون في مسك الجنة ونعيمها في كل سبعة أيام وهو يوم المزيد .
- وفي الأضحية تغني الجزور والبقرة عن سبعة .
- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم - حين يحضر المسيخ الدجال المدينة ولا يستطيع دخولها – لا يدخل المدينة رعب المسيح ، لها يومئذ سبعة أبواب ، على كل باب ملكان .
- أمر النبي صلى االله عليه وسلم أن يسجد على سبعة أعضاء .
- على كل مسلم في كل سبعة أيام يوم يغسل رأسه وجسده .
- إن المؤمن يأكل في معى واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء .
- أقرأني جبريل على حرف ، فراجعته ، فلم أزل أستزيده ويزيدني ، حتى انتهى إلى سبعة أحرف .
- فطاف بالصفا والمروة سبعة أطواف .
وفي القرآن الكريم نجد الرقم سبعة مرات عديدة ، أذكر منها :
- ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات .
- وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ، وسبع سنبلات خضر وأُخر يابسات .
- قال : تزرعون سبع سنين دأَباً .
- ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد .
- مثَل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل .
- ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق .
- لها سبعة أبواب ، لكل باب منهم جزء مقسوم.
- سخرها عليهم سبع ليال .
- ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآنَ العظيم .
- ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم .
- والبحر يمده من بعده سبعة أبحر .
أقول : لوعدنا إلى الآيات والأحاديث نستقرئها السبب وجدنا في هذا الرقم معاني شاملة .. فعلى سبيل المثال نجد النظافة التامة في غسل الإناء . وغاية الكرامة قبل لقاء الله تعالى في الجنة أن يتنعم المسلم سبعة أيام في ذلك المكان الذي ضرب فيه اللقاء . كما نجد النفور من أكل الكافر الذي لا هم له سوى ملء بطنه . ونجد تمام العلم في قراءة القرآن بسبعة أوجه . ونجد فضل الله تعالى في الرزق إذ تصير السنبلة الواحدة سبعاً . وكمال الاجتماع في الفتية السبعة ، ونجد العلم اللا نهائي في سبعة الأبحر ... وهكذا ..
وعلى هذا أقول : سمي الأسد لشرفه على بقية الحيوانات السبُعَ وبلغت الغاية في السعي إلى الله تعالى في الطواف سبع مرات وكان إحكام الصنع في قوله تعالى : " الذي خلق سبع سماوات طباقاً" ..
ونجد الكمال والكثرة والفضل في ضعف هذا الرقم . وأول هذه الأضعاف الرقم " سبعون " مثال ذلك في القرآن :
- واختار موسى قومه سبعين رجلاً ليقاتنا .
- ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه .
- استغفر لهم أو لا تستغفر لهم . إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم .
فلم اختار سبعين رجلاً لميقات الله تعالى لولا أن هذا العدد يدل على الكمال والتمام ؟! بل إن سلسلة العذاب طويلة ، فكان الرقم سبعون دليلاً على طولها ... أما المنافقون فلن يغفر الله لهم ولو كانت الواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم لا يستحقون المغفرة لكفرهم . والدليل على ذلك أنه لما توفي المنافق عبد الله بن أبي ، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعطاه قميصه ، وأمره أن يكفنه فيه ، ثم قام يصلي عليه ، فأخذ عمر بن الخطاب بثوبه ، فقال : تصلي عليه وهو منافق ، وقد نهاك الله أن تستغفر لهم ، قال : إنما خيرني الله - أو أخبرني - فقال : " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " . فقال : سأزيده على سبعين . قال : فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا معه ، ثم أنزل الله عليه : " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون " .فالرقم سبعون للكثرة دون تحديد .
كما أننا نجد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الرقم سبعين يدل على التمام والكمال دون منازع ، مثال ذلك :
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم .
قيل : يا رسول الله ، إن كانت لكافية ، قال : فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا ، كلهن مثل حرها .
- قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم كم يعفى عن الخادم ؟ قال اعف عنه سبعين مرة .
- من أغاث ملهوفا غفر سبعين مغفرة.
- من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة يخطوها سبعين حسنة.
- والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.
- من صام يوما في سبيل الله ، بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا.
- يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا ، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم.
- إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه ، إنه ليسمع قرع نعالهم . قال : يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال : فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله . قال : فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار . قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة . قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : فيراهما جميعا . قال قتادة : وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا . ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون .
ونجد الكمال والوفرة الكاثرة أيضاً في الضعف " سبع مئة " مثال ذلك في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة .
- والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه من أجلي فالصيام لي وأنا أجزي به ، كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به .
- إذا أسلم العبد فحسن إسلامه ، يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها ، وكان بعد ذلك القصاص : الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف ، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها .
- جاء رجل بناقة مخطومة . فقال : هذه في سبيل الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لك بها ، يوم القيامة . سبع مئة ناقة . كلها مخطومة .
- أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه مخفق الطير سبعمائة عام .
فهل يقف الضعف عند سبع مئة يا ترى أم إنه الكثرة غير المحدودة التي استعمل العرب هذا العدد للتعبير عنها ؟! إن فضل الله كبير كبير .
ومن الكمال الضعف سبعون ألفاً ، مثال ذلك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا ، تضيء وجوههم إضاءة القمر.
- يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ، هم الذين لا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون .
- تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة ، يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر ، نزلا لأهل الجنة . فأتى رجل من اليهود فقال : بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة ؟ قال : بلى . قال : تكون الأرض خبزة واحدة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه ، ثم قال : ألا أخبرك بإدامهم ؟ قال : إدامهم بالام ونون ، قالوا : وما هذا ؟ قال : ثور ونون ، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا .
- ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا ، أو سبعمائة ألف - شك في أحدهما - متماسكين ، آخذ بعضهم ببعض ، حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة ، ووجوههم على ضوء القمر ليلة البدر.
- وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب ، مع كل ألف سبعون ألفا ، وثلاث حثيات من حثيات ربي . رواه الترمذي الرقم 2437 وأوردت رواية هذا الحديث دون غيره لأنه حسن غريب ، وقليلاً ما يحتج به المحدثون . وقد أوردت كل هذه الأحاديث من موقع الدرر السنية – جزى الله القائمين عليه كل خير - ليرجع إليه من أراد التأكد منها ، ولم أورد سوى الحديث الصحيح والحسن .
- ثم رفع لي البيت المعمور ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك .وهذا أحد أحاديث ليلة الإسراء والمعراج.
- ما من مسلم يعود مسلما غدوة ، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإن عادة عشية ، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، وكان له خريف في الجنة .
- يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام . مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها .
- يتبع الدجال ، من يهود أصبهان ، سبعون ألفا . عليهم الطيالسة .
وهنك أخيراً الرقم سبعمئة ألف وهو على ضخامته كذلك قليل إلى فضل الله تعالى ، كما أنه من كلام العرب في التكثير والتعظيم . مثال ذلك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا ، أو سبع مئة ألف - شك في أحدهما - متماسكين - آخذ بعضهم ببعض ، حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة ووجوههم على ضوء القمر ليلة البدر .
- من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة كل حسنة مثل حسنات الحرم ، قيل وما حسنات الحرم ؟ قال : بكل حسنة مائة ألف حسنة.
أقول : فإذا ضربنا سبع مئة بمئة ألف صارت سبعة ملايين ... وفضل الله كبير لا يُحد ..