صدق محبة النبي صلى الله عليه وسلم
ان الرسول صلى الله عليه وسلم يعيش في ضمير كل مسلم وتفكيره وتنقاد له كل جزئيات حياته كيف لا وهو منقذنا من الضلال إلى النور ورائدنا إلى الحق والحقيقة وهو الإمام الذي نسال الله تعالى أن نكون ممن يتبعه في عرصات يوم القيامة حين يأتي وينادي أمته فيجوز بهم الصراط .
وان المسلم الذي لايعيش الرسول صلى الله عليه وسلم في قلبه وضميره وتفكيره ولا يتبعه في أخلاقه وسلوكه وعمله لن تفيده أي دموع تذر فها عينه مهما بلغت كثرتها ولا الصلوات عليه يرددها لسانه مهما كانت حلاوتها لان المحبة علم وعمل واقتفاء وليست شعار وقول وادعاء
فما ارخص الحب إن كان كلاما تدعيه وما أغلاه إن كان عملا على خطى الحبيب تبتغيه
تخافه وتظهر حبه لعمري ذاك في الفعال شنيع
لو كنت تحبه ماخالفته إن المحب لمن يحب مطيع
فحقيقة القول العمل وحقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم إتباع وانقياد وسير على منهجه وسنته
ويؤكد لنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه الحقيقة حين يقول والله لئن جاءت الأعاجم بعمل وجئنا من غير عمل فهم أحق وأولى بمحمد صلى الله عليه وسلم منا وعليه لابد لمن يدعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليكون صادقا فيما يدعيه أن يتعرف حقيقة على ذلك النبي وفكره وحياته بكل جزئياتها ودقائقها وبعد ذلك يقوم ويصلح دقائق وجزئيات حياته هو لتكون على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم .
إن المريض بحاجة إلى الطبيب الذي يصف له الدواء وان كان مرا ويضع في جسمه المشرط والسكين ويجرحه ويسيل دمه ليشفيه لا إلى من يبكيه ويلهج بذكره ويذرف الدموع عليه ثم يتركه ليموت
إن الكثير من الفرق الضالة والمارقة من الدين تدعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو منها براء بل يكون من محبة النبي صلى الله عليه وسلم التصدي لها والوقوف بكل حزم أمام زيغها وانحرافها بل وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تأمر بقتالهم وان في قتالهم اجر لمن قتلهم كما هو الحال مع الخوارج
ثم بعد ذلك تأتي في المحبة وتوكيدا لصدقها التعرف على سننه صلى الله عليه وسلم ومحاولة إحياءها وتطبيقها قدر الإمكان ومن استقام له ذلك فهنيئا له كثرة صلاته على حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم وهيامه به ودموعه التي يسكبها حين يذكر الحبيب عنده وهنا قصة جميلة اذكرها للاستفادة منها ليس أكثر :
حكي أن واحد من الزهاد لحقه دين خمسمائة درهم فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له : اذهب إلى أبي الحسن الكسائي - وهو رجل معروف بنيسابور يكسو كل خريف عشرة آلاف فقير - وقل له إن النبي صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويأمرك بإعطائي خمسمائة درهم وعلامته لك كنت تصلي عليه كل ليلة مائة مرة وهذه الليلة لم تصل عليه ... فذهب الرجل إليه وقال له : بعثني إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه العلامة فألقى نفسه عن السرير وخر لله ساجدا وقال : هذا سر بيني وبين الله تعالى لم يطلع عليه احد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أعطاه ألفي درهم وخمسمائة درهم وقال : ألف للبشارة وألف لإنبائك لي وخمسمائة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وإذا أصبحت فعد إلي ثانيا
اللهم ارزقنا محبة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم على الوجه الذي يرضيك وارزقنا مرافقته في الجنة بحبنا إياه ياارحم الراحمين بمنك وفضلك وكرمك ياكريم
رجاء الرد