بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره.. ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا... من يهده الله فلا مضل له..ومن يصلل فلا هادى له
واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له .. وان محمدا عبده ورسوله
اما بعد....
احبائى فى الله .....
لكى نستطيع الرد على اعداء الله ورسوله والذين يسبونه يجب اولا ان نعرف نحن من هو نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)....
والموضوع الذى سأطرحه عليكم الان كبير فى الكم لكنى اتمنى من الله عز وجل ان يتسع صدركم لقرائته كله وبتمعن حتى تعرفون جيدا من هو سيدنا محمد
فإن شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعظيم... وان قدره لكريم فلقد اختاره الله تعالى واصطفاه على جميع البشر وفضله على جميع الانبياء والمرسلين
وشرح له صدره.. ورفع له ذكره .. ووضع عنه وزره .. واعلى له قدره .. وزكاه فى كل شىء
زكاه فى عقله فقال سبحانه: (( ما ضل صاحبكم وماغوى )) (النجم:2 )
وزكاه فى صدقه فقال سبحانه: (( وما ينطق عن الهوى )) (النجم:3)
وزكاه فى بصره فقال سبحانه: (( ما زاغ البصر وما طغى )) (النجم:17)
وزكاه فى فؤاده فقال سبحانه: (( ما كذب الفؤاد ما رأى )) (النجم:11)
وزكاه فى صدره فقال سبحانه: (( الم نشرح لك صدرك )) (الشرح:1)
وزكاه فى ذكره فقال سبحانه: (( ورفعنا لك ذكرك )) (الشرح:4)
وزكاه فى طهره فقال سبحانه: (( ووضعنا عنك وزرك )) (الشرح:2)
وزكاه فى حلمه فقال سبحانه: (( بالمؤمنين رؤف رحيم )) (التوبه:128)
وزكاه فى علمه فقال سبحانه: (( علمه شديد القوى )) (النجم:5)
وزكاه فى خلقه فقال سبحانه: (( وانك لعلى خلق عظيم )) (القلم:4)
ثم اخبر عن منزلته فى الملأ الاعلى عند رب العالمين وعند الملائكه المقربين
فقال سبحانه: (( ان الله وملائكته يصلون على النبى )) (الاحزاب:56)
ثم امر اهل الارض من المؤمنين بالصلاة والسلام عليه ليجتمع له الثناء من اهل الارض
فقال سبحانه: (( يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) (الاحزاب:56)
و من شرفه (صلى الله عليه وسلم) ان الله تعالى نادى على كل الانبياء بأسمائهم ونادى عليه
بقوله سبحانه: (( يأيها النبى )) ... (( يأيها الرسول ))
بل واقسم الله تعالى بحياة النبى (صلى الله عليه وسلم) ولم يقسم بحياة احد غيره
فقال تعالى: (( لعمرك انهم لفى سكرتهم يعمهون )) (الحجر:72)
ومن شرفه انه (صلى الله عليه وسلم) اول شافع واول مشفع..
كما جاء فى صحيح مسلم عن ابى هريرة رضى الله عنه - قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (( انا سيد ولد ادم يوم القيامه .. واول من تنشق عنه الارض .. واول شافع واول مشفع ))
ومن شرفه (صلى الله عليه وسلم) ان معجزه كل نبى تصرمت وانقضت ومعجزته (صلى الله عليه وسلم) - وهى القران المبين - باقيه الى يوم الدين..
ففى الصحيحين عن ابى هريرة - رضى الله عنه - قال:
قال النبى (صلى الله عليه وسلم) (( ما من الانبياء نبى إلا أعطى من الاَيات ما مثله آمن عليه البشر .. وِإنما كان الذى أوتيته وحيا اوحاه الله إلى , فأرجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامه ))
ومن شرفه وفضله (صلى الله عليه وسلم) ان الله تعالى ارسل كل نبى الى قومه خاصة وارسل نبينا (صلى الله عليه وسلم) الى الانس والجن
ومن شرفه (صلى الله عليه وسلم) انه صاحب الوسيلة وهى اعلى درجة فى الجنة لا تنبغى الا لعبد من عباد الله .. وهى له (صلى الله عليه وسلم)
ومن شرفه وفضله (صلى الله عليه وسلم) ان الله تعالى وهبه سبعين الفا نت امته يدخلون الجنه بغير حساب ولا عذاب
ومن شرفه (صلى الله عليه وسلم) مارواه مسلم ان النبى (صلى الله عليه وسلم) قال:
(( فُضلت على الانبياء بست: أٌعطيت جوامع الكلم , ونصرت بالرعب , وأٌحلت لى الغنائم , وجعلت لى الارض طهورا ومسجدا , وارسلت الى الخلق كافة , وختم بي النبيون )) بل وجعل الله (عز وجل) امة الحبيب خير الامم فقال تعالى : (( كنتم خير امة اخرجت للناس )) (ال عمران:110)
هذه كانت نبذه عن قدر الرسوال كريم سيدنا وسيد الخلق اجمعين محمد (( صلى الله عليه واله وسلم ))
اما الان فسوف نقسم خصائص النبى الكريم على النحو التالى: ...........
اولا: ما اختص الله تعالى به النبى (صلى الله عليه وسلم) دون غيره من الانبياء المرسلين...
وينقسم هذا القسم الى اربعة فروع
1- لذاته (صلى الله عليه وسلم) فى الدنيا
2- لذاته (صلى الله عليه وسلم) فى الاخرة
3- لأمته (صلى الله عليه وسلم) فى الدنيا
4- لأمته (صلى الله عليه وسلم) فى الاخرة
ثانيا: ما اختص الله به النبى (صلى الله عليه وسلم) دون امته....
وينقسم هذا القسم الى اربعة فروع كذلك:
1- ما حُرم عليه (صلى الله عليه وسلم) دون امته
2- ما أٌبيح له (صلى الله عليه وسلم) دون امته
3- ما وجب عليه (صلى الله عليه وسلم) دون امته
4- ما اختص به (صلى الله عليه وسلم) من الفضائل والكرامات دون امته
وهذا إجمالى لموضوع الخصائص ...وسوف تقوم بشرح مفصل لهذا الاجمالى مقترنا بالدليل حتى يتسنى لكل مسلم ان يعرف قدر النبى (صلى الله عليه وسلم) وكذلك يفخر كل مسلم انه منسوب لهذه الامه.... وحقا لكل مسلم العزة والشرف والرفعه والقدر انه من امة النبى (صلى الله عليه وسلم)
1- نبوة خانمة:
من تشريف الله لرسوله (صلى الله عليه وسلم) ان ختم به الانبياء والمرسلين فلا نبى بعده - عليه الصلاة والسلام - فكل من ادعى هذا المقام بعده - عليه الصلاة والسلام - فهو كذاب ودجال واثيم.
قال الله تعالى (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شىء عليما )) (الاحزاب:40)
وفى الحديث: عن ابى هريرة - رضى الله عنه - ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (( إن مثلى ومثل الانبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة , وانا خاتم النبيين ))
وزاد مسلم: قال - قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ((فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الانبياء ))
2- رسالة عامة:
ارسل الله رسوله - عليه الصلاة والسلام - لقومه وللناس كافة بخلاف الرسل والانبياء من قبله فكانوا - عليهم صلوات الله وسلامه - يُرسلون إلى اقوامهم خاصة .... واما نبينا فرسالته رسالة عامة لجميع الناس عربهم وعجمهم , إنسهم وجنهم..
قال الله تعالى: (( وما ارسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا )).... وقال تعالى (( قل يأيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا ))
وقال تعالى (( تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ))
وفى الحديث: عن جابر - رضى الله عنه - ان النبى (صلى الله عليه وسلم) قال:
(( أُعطيت خمسا لم يُعطهن أحد قبلى: نصرت بالرعب مسيرة شهر .. وجعلت لى الارض مسجدا وطهورا فأيما رجل من امتى أدركته الصلاة فليُصل .. وأُحلت لى الغنائم ولم تُحل لاحد من قبلى .. وأُعطيت الشفاعة وكان النبى يبعث الى قومه وبُعثت الى الناس عامة ))
3- رحمة مهداه:
اختص الله رسوله بأن جعله رحمة للخلائق جميعا مؤمنهم وكافرهم وإنسهم وجنهم , وجعله للمؤمنين رءوفا رحيما.
قال الله تعالى : (( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين )) ... وقال سبحانه: (( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ))
وفى الحديث: عن ابى هريرة رضة الله عنه قال: قيل: يارسول الله أُدع على المشركين قال: (( إنى لم ابعث لعانا , وإنما بُعثت رحمة ))
وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (( يا ايها الناس إنما انا رحمة مهداة ))
4- أمنه لأصحابه:
اختص الله النبى (صلى الله عليه وسلم) ان جعل وجوده بين اصحابه امنة لهم من العذاب بخلاف ماحصل للأمم السابقه حيث نزل عليهم العذاب فى وجود انبيائهم بين اظهرهم.
قال تعالى: (( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ))
وفى الحديث: عن ابى موسى رضى الله عنه قال: صلينا المغرب مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلى معه العشاء.. قال: فجلسنا فخرج علينا فقال: (( مازلتم ها هنا؟ )) قلنا يارسول الله, صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى نصل معك العشاء. قال: (( احسنتم او اصبتم )).. قال فرفع راسه الى السماء وكان كثيرا مايرفع رأسه الى السماء فقال: (( النجوم أمنة للسماء فأذا ذهبت النجوم أتى السماء ما تُوعد.. وانا أمنة لأصحابى فإذا ذهبت اتى أصحابى ما يُوعدون وأصحابى أمنة لأمتى فإذا ذهب أصحابى أتى أمتى ما يوعدون ))
5- العهد والميثاق:
ومما اختص الله تعالى النبى (صلى الله عليه وسلم) دون غيره من الانبياء والمرسلين ان اخذ الله له عليهم جميعا من لدن اَدم الى عيسى عليه السلام العهد والميثاق لما اَتى الله احدهم من كتاب وحكمة ثم بعث محمدا - عليه الصلاة والسلام - ليؤمنن به ولينصرنه وليتبعنه
قال تعالى: (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما ءاتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءاقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ))
وفى الحديث: عن جابر بن عبد الله - رضى الله عنهما - ان عمر بن الخطاب أتى النبى (صلى الله عليه وسلم) بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبى فغضب فقال: (( أمتهوكون ..(اى أمتحيرون).. فيها يا ابن الخطاب؟ والذى نفسى بيده لقد جئنكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عم شىء فيخبروكم بحق فتكذبوا أو بباطل فتصدقوا به والذى نفسى بيده لو ان موسى كان حيا ما وسعه إلا ان يتبعنى ))
6- القسم بحياته:
من خصائص النبى (صلى الله عليه وسلم) ان قسم الله بحياته - والإقسام بحياة المُقسم بحياته يدل على شرف حياته وعزتها عند المُقسم بها, وان حياته عليه الصلاة والسلام جديرة أن يقسم بها, وذلك لما فيها من البركة العامة والخاصة, ولم يثبت هذا لغيره (صلى الله عليه وسلم)
يقول الله تعالى: (( لعمرُك إنهم لفى سكرتهم يعمهون ))
قال ابن عباس: ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمد (صلى الله عليه وسلم), وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره.. قالى سبحانه: (( لعمرك انهم فى سكرتهم يعمهون )) يقول: وحياتك وعمرك وبقائك فى الدنيا.
7- نداؤه عليه الصلاة والسلام بوصف النبوة والرسالة:
اختص الله نبيه (صلى الله عليه وسلم) دون غيره من الانبياءوالمرسلين أنه ما نادى عليه بإسمه مجردا ما قال: ( يا محمد ), وإنما وضع بين يديه (( يأيها الرسول )) (( يأيها النبى )) تكريما له (صلى الله عليه وسلم), وما جاء ذكر محمد فى القراَن إلا على سبيل الخبر - كما قال سبحانه: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ))
وكقوله تعالى: (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ))
وإذ نادى الله على غيره من الانبياء والمرسلين لم يخصهم بما خص به الرسول (صلى الله عليه وسلم), قال سبحانه وتعالى : (( يأبراهيم(104) قد صدقت الرؤيا ))
وقال سبحانه: (( يموسى إنى اصطفيتك على الناس برسالتى وبكلامى )) .. الى غير ذلك - فيظهر شرف وعظم وقدر نبينا (صلى الله عليه وسلم) فيما اختصه الله دون غيره من المرسلين والانبياء.
8- نهى الله المؤمنين عن مناداته بإسمه:
تشريفا وتقديرا للنبى (صلى الله عليه وسلم) أدب الله المؤمنين وعلمهم ان لا ينادوا عليه باسمه كما يفعل بعضهم مع بعض.. قال سبحانه: (( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))
فهذه خاصة له (صلى الله عليه وسلم) بخلاف ما خاطبت به الامم السابقه أنبيائها, قال سبحانه حكايه عنهم: (( قالوا يموسى اجعل لنا إلها كما لهم ءالهة )) الى غير ذلك مما جاء فى كتاب الله عز وجل
.
__________________
2009-01-28, 10:19 pm
