هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى طلاب كلية التربية النوعية - جامعة الزقازيق
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التاريخ الحقيقى لوفاه عبد الحليم حافظ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد رفاعى
عضو جيد
عضو جيد



عدد الرسائل : 10
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

التاريخ الحقيقى لوفاه عبد الحليم حافظ Empty
مُساهمةموضوع: التاريخ الحقيقى لوفاه عبد الحليم حافظ   التاريخ الحقيقى لوفاه عبد الحليم حافظ I_icon_minitime2008-04-01, 1:24 pm

تعمدت ان أكتب بعد إنفضاض المولد السنوى لعبد الحليم، وذلك لأننى أعتقد أننا لابد أن نعيد النظر فى فى توقيت الإحتفال بذكرى وفاة عبد الحليم حافظ، فعبد الحليم لم يمت فى مارس 1977 ولكنه مات قبل ذلك بفترة طويلة وبالتحديد أثناء حفلة قارئة الفنجان الأولى، هذه الأغنية التى بذل فى الإعداد لها وفى بروفاتها مجهوداً خارقاً تعرض بسببه للنزيف القاتل عدة مرات، فقد إحتشد لها بكل عناصر النجاح، أولاً إختياره لكلمات أشهر شاعر عربى حديث كتب عن الحب وهو نزار قبانى، ثانياً لحن محمد الموجى الذى تم التحفظ عليه لحين الإنتهاء من لحنه العبقرى المتفرد والذى نكتشف فى تفاصيله مايدهشنا حتى هذه اللحظة، ونأتى إلى أهم تلك العناصر وهو صوت حليم الذى وصل فى تلك الفترة إلى قمة تألقه ونضجه وشجنه وسحره.
[بإختصار إجتمعت فى تلك الأغنية كل عناصر النجاح، ولكن وآه من لكن هذه، فقد كانت الحفلة خاسرة بكل المقاييس وخصمت من رصيد عبد الحليم الكثير والكثير، ففى هذا الحفل تأكد عبد الحليم من أن الزمن لم يعد زمنه، وأن جمهوره القديم قد تغيرت ملامحه بحيث أصبح من الصعب على حليم أن يتونس به، وأن مجتمعه الذى تشكل منذ منتصف الخمسينات وإنتمى هو إليه بكل كيانه وتم تأميم حنجرته لصالح توجهاته الثورية، هذا المجتمع كان قد رحل فى سفينة الإنفتاح مودعاً إياه وملوحاً له بشيكات الصفقات والعمولات والسمسرة، ليتركه على الشاطئ وحده يعانى من برد الغربة وصقيع الرحيل المفاجئ الغادر، إكتشف حليم أن أحلامه قد تم إغتيالها وأن غناءه الوطنى كان مجرد كذبة كبيرة سرعان ماتم التضحية بكل معانيها، وإكتشف أيضاً أن جمهوره لم يعد يعترف بشئ إسمه المجهود والكفاءة والإتقان، فكل هذه الأشياء قد صارت فى عداد الأساطير والخرافات وجاء زمن الأغنية الساندويتش واللحن الحواوشى وهز الوسط وليس مس القلب والوجدان.
ما أن بدأ عبد الحليم بالغناء فى ذلك الحفل حتى إنطلقت الصفافير وبدأ الرقص فى منتصف الصالة مما إضطره لترك الغناء للتفرغ لتنظيم الجمهور، وعندما فاض به الكيل صرخ فى هذا الجمهور المزيف الغريب قائلاً جملته الشهيرة والتى حذفت من التسجيلات فيما بعد "ماأنا كمان باعرف أصفر وأزعق !"، وصعد أثناءها إلى المسرح شخص من الصالة حاملاً معه بدلة عجيبة ذوقها متدنى وشاذ، كانت البدلة ذات ألوان فاقعه ومرسوم عليها أربع فناجين قهوة وكأن عبد الحليم يغنى إعلاناً عن البن البرازيلى لاقصيدة من أجمل ماكتب نزار !!!، والمأساة أن هذا الشخص كان مصراً على أن يرتديها عبد الحليم مما زاد من توتره.
[لم يصدق عبد الحليم أن هذا هو جمهوره وتخيل أن المطربة وردة الجزائرية هى التى بعثت بهؤلاء البلطجية لكى يفسدوا حفلته، وظل حتى آخر لحظة من حياته مقتنعاً بأنها مؤامرة خلقها التنافس، وذلك الإقتناع نتج عن أنه لم يشك للحظة أو بالأصح رفض التصديق بأن رياح الزمن الردئ قد عصفت بكيان المجتمع وزلزلته من الداخل فتناثرت على شوارعه وبشره أوراق الخريف الذابلة.
وبعدها تضخمت المأساة عندما سخر منه سيد الملاح فى وصلة تقليد مهينة على الهواء مباشرة، ونال تصفيق الناس حين نقل إليهم أن عبد الحليم صار عدوهم ويريد تأديبهم وضربهم بالعصا، وبالطبع صدم طفل الثورة المدلل وهو يرى نفسه بهلواناً فى التليفزيون وكان للأسف لم يعرف أن زمن البهلوانات قد دقت ساعته وحان أوانه وأن زمن القامات الفنية العملاقة قد ولى تاركاً المكان لليل الأقزام !، وتزامن فى هذا الوقت ومع كل تلك الفوضى سيطرة التيارات الدينية المتطرفة على قطاعات واسعة من المجتمع فى الشوارع والجامعات والنقابات وبالتالى على توجهات الفن الذى يمثل ألد أعداء هذه التيارات، وعندما غنى عبد الحليم ياولدى قد مات شهيداً من مات فداء للمحبوب، هاجت الدنيا وماجت وأطل ذوو الأفق الضيق والخيال المجدب العقيم من جحورهم ليحاولوا تحطيم تمثال عبد الحليم الذى نحتته أنامل البسطاء وأسكنوه حبات القلوب، ولم يكتفوا بذلك بل هداهم تفكيرهم الشاذ المنغلق المتربص وبتحريض من الغوغاء إلى أن يقنعوا الإذاعة والتليفزيون بحذف جملة من أغنية قديمة هى قدر أحمق الخطى من أغنية كامل الشناوى لست قلبى .
توالت تلك الأحداث على العندليب الذى لم يستطع أن ينقلب إلى صقر، وأحس حليم بأن التجاعيد والبثور قد زحفت على وجه الوطن الذى صار غريباً عليه، وحاول أن يعافر ببضع أغنيات وطنية عند إستعادة الأرض ولكن هذه الأغنيات للأسف كانت قد خاصمت الصدق فى معظمها، وأصبح حليم ضيفاً بعد أن كان صاحب بيت، وصار طريداً بعد أن كان رمزاً، ومطلوباً من المتطرفين بعد أن كان مطلوباً من المحبين، ومتهماً بالتحريض على الكفر والفسوق بعد أن كان متهماً بالتحريض على الحب والعشق والغرام.
ومات عبد الحليم منذ ذلك الحفل ولكن إعلان الوفاة تأجل إلى مارس 77 حين باغته نزيف دوالى المرئ فوجد جسده جاهزاً ومتهيئاً للموت من جراء نزيفه الداخلى السابق، نزيف الغربة والزمن المراوغ، جاءه الموت فوجده لابساً الكفن قبلها بعام وممدداً فى سريره القبر أو قبره السريرى، يشاهد موكب الحزن وعلى شفتيه إبتسامة حسرة فقد كان يتنبأ بزمن قادم، زمن شعبان عبد الرحيم!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التاريخ الحقيقى لوفاه عبد الحليم حافظ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اغنية يارب لعبد الحليم حافظ
» الحب الحقيقى
» العطاء الحقيقى...
» صور علم مصر عبر التاريخ
» الجمال الحقيقى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات تكنولوجيا التعليم :: منتدى التصوير الفوتوغرافي والصور الفوتوغرافية-
انتقل الى: