يتربى في "عزو".. كل "حمادة عزو"

هذا الموضوع منقول


مشهد في المسلسل
"حمادة" / "يحيى الفخراني" نائم على سريره الوثير في سعادة وراحة بال منقطعة النظير، تقترب عقارب الساعة في المنبه المجاور من الواحدة ظهرا، فتدخل ماما "نونا" لتوقظ ابنها حبيبها الصغير الكبير..
"اصحي يا بيضا.. اصحي يا قطة.. اصحي يا طعمة"!

يتمطع "حمادة" في سريره ثم يبتسم في فرحة من أحرز هدفا في نهائي كأس العالم لوالدته التي تدلله، تذهب ماما " نونا" لتحضر له "الحمّام" فيستكمل نومه من جديد!
مشهد تاني في نفس المسلسل


"نوال" بنت عمة "حمادة عزو" قوية الشخصية، تفرض على قريبها نظاما غذائيا صارما يأكل فيه بمواعيد ويقاطع الحلويات والسكاكر "السكريات يعني!"، بسبب إصابته بأمراض كثيرة، وفي ظل هذا الحصار لا يجد "حمادة" أمامه ملجأ أو منفذا سواها طبعا.. ماما "نونا"..

بعد توسلات واستعطافات -مش كتيرة قوي يعني- تصطحبه ماما "نونا" إلى المطبخ لتعد له بنفسها طبق "سد الحنك" الذي يحبه ويهواه كعشق "قيس" لـ"ليلى"!، "يلهط" "حمادة" أول ملعقة من الطبق المليء بالسكر الذي هو حصيلة إنتاج فدان كامل من "البنجر" حتى تحدث المفاجأة.. تاتاتا.. وتظهر "نوال" القوية في المطبخ.. مش هنكمل المشهد.. أكيد إنت شفته ولو ماشفتهوش مش مشكلة احنا عاوزين الشوية اللي فاتوا بس!

مشهد تالت بس مش في نفس المسلسل

"حمادة" أي "حمادة" وقد بلغ من العمر عتيه "يعني بتاع 18.. 20.. 28 سنة"، قد أكل و"لغ" طبق "مهلبية" ضخما وكبيرا وهو جالس أمام التليفزيون بجوار والدته التي تقوم متجهة للمطبخ فيمد لها "حمادة" يده بطبقه الخاوي على عروشه، تتناوله الأم في بساطة متجهة نحو المطبخ لتغسله مع إخوته -الطبق مش "حمادة"!-، وهي تمر بجوار التليفزيون يقول لها المحروس، "حمادة يعني":
لو سمحتِ يا ماما غيري المحطة واقلبي على مودرن سبورت.. بصراحة مكسل أضغط على الريموت!

تضحك الأم وهي تنفذ ما طلب ثم تسأله في اهتمام:
أجيب لك تاكل تاني؟

يهز "حمادة" رأسه يمينا ويسارا بمعنى أن "لا" فتبادره بالقول:
طب مش هتيجي بقى عشان أحميك.. بقالي 3 شهور و12 يوم ماحطتش المية على جسمك!

يتمطع "حمادة" في جلسته وهو يقول في دلع يليق به كـ"حمادة":
يوه يا ماما.. طب شهر كده ولا اتنين أصل إنت بتستخدمي ليفة خشنة قوي.. شوية كده.. لما تنزلي الشارع ابقي اشتري ليفة ناعمة.. جسمي بيقشعر أصلي!


مشهد رابع وبرضه مش في نفس المسلسل
"حمادة" "أي "حمادة" وقد بلغ من العمر عتيه "يعني بتاع 18.. 20.. 28.. 45 سنة" وقد أتى إلى والدته شاكيا باكيا:
ماما.. مش عارف أعمل إيه يا ماما.. فاكرة لما العيال الرخمة في المدرسة كانوا بياخدوا مني الساندويتشات في الفسحة وياكلوها هم.. بيعملوا معايا كده في الشغل.. سخافات ومقالب عند المدير ودايما يقولوا لي دلوقت تعيط وتروح تشتكي لمامتك.. لو راجل اقف قصادنا.. بقى أنا.. إهئ إهئ.. باجي.. إهئ إهئ.. أعيط لك يا ماما.. إهئ إهئ.. أنا باعيط أنا!

الأم: ولا يهمك يا حبيبي.. من بكرة تقدم استقالتك وأفتح لك محل فيديو جيمز تقعد فيه طول النهار.. أهو منك تلعب ومنك تشتغل برضه.. ماشي يا روحي!

ما بين المشاهد الأربعة اللي فاتوا دول واضح جدا إن العامل المشترك هو..
"حمادة" و"مامته"..
"حمادة".. اللي عامل زي "الكائنات الطفيلية" بياكل وبيشرب وبيلعب وبيتحرك وبيتجوز وبيعيش بشكل أساسي معتمدا على "مامته".. اللي لو بعد عنها وعن تأثيرها.. ممكن يتفتت لألف حتة وحتة وماحدش هيقدر يجمعه على بعضه.
والماما "نونا".. اللي راضية وموافقة وسعيدة ومبسوطة بكون إن ابنها مايقدرش يبعد عنها ولو لحظة واحدة وإلا ممكن تيجي له صدمة نفسية عصبية ولن تقوم له قومة بعدها..

علاقة غريبة وممكن نقول.. شاذة..

مافيش حد طبعا يقدر يمنع أم من إنها تحب ابنها أو تخاف أو تحافظ عليه..
ومافيش حد برضه يقدر يتحفظ على أن يتعلق الابن بأمه أو بكل أفراد أسرته..

لكن التحفظ بيكون موجود لما تصبح هذه العلاقة..
مرضية..
وبتكون نتائجها كارثية..

لأن شخصية "حمادة" هنا بتكبر وهو مش بيعرف يعمل أي حاجة في حياته لوحده.. ماعندهوش أي تحمل للمسئولية.. ولا أي قدرة على اتخاذ القرار..
باختصار الراجل هنا بيتحول لـ"حمادة" فعلا!
فتلاقي فيه شعوب "حمادة" ودول "حمادة" ومجتمعات "حمادة"!
ودول ماعندهمش أي قدرة على اتخاذ القرار وتحديد المصير..
مستنيين الفرج دايما مش بيسعوا إليه..
منتظرين إن ماما "نونا" -سواء كانت حكومات أو مؤسسات محلية أو دولية- هي اللي تقدم لهم الرضعة!

مستنى رد حضرتكم