حزن البحــــر

حين أشعــر بالجــــرح يمتنع عنى الكـــــــــــلام

لا أعلم أيـــن أنا ولا يكن لـــــدى عنــــــــــــوان

فالصمت يصير كلمتـى والحزن لا يفارق العينان

اشعر حينها بوحدتى وتهدمنى تحمـــــل الأحــزان

اصرخ بأقــوى صـــــوتى فلا يسمــــعنى انســــان

أرحــل ويعوقنى جرحى لأبحــث عن أى مكـــــــان

أجــد فيــه بسمتـــى التى فارقتنـــى منــــذ أعـــــوام

لم أجد غير البحـــر فهــو من يزيـــــل عنى العنــان

ذهبــت أليه مسرعاً وتتـــــسابق مع خطـــواتى الآلآم

أذهب ليزيـــل جروحــى ويعطـينــى النبض للشريـان

ورحلــت آمـالـى واحـلامى حين رأيت بداخله الأحزان

فسألته : ما بــك أيهــــا البحـــر ولما هـــذا العنــــــــاء .؟

فلم أراك يـــومــاً تحمـــل هذا القــــدر من الشقــاء ؟؟

فقال البحر .. لم أعـد اتحمل ياصديقى دموع الأحبـــاء

أخبرنى ايها البحر فأنت دوما تزيل جروحـى وهومــى

فدعنى أحمــل عنك اليــوم فنحنو دوما أصـــــــدقـــــــاء

سوف أخبرك يا صد يقى ويفعل الله ما يشـــــــــــــــــاء

ظللت أصتنـــع البسمـــة واقــدم لـــكـــم العطــــــــــــــاء

ولست أحمل جرحاً بل جميع دمــــوع الأبــــــريـــــــــاء

هنـــا يشكـــوا إلــــى ويصــرخون لتلبيت النـــــــــــــداء

بأن اعطيهــم الأمـــــل وأن يـــــعــودوا من جديد للبناء

وهنا من يبكــى إلى ويريدنى أن أنتزع البــــــــــــــــلاء

وهنــا من يرســم العـــزه وهو من الضعفــــــــــــــــــاء

وهنا من خــــان عهـــده ووعده ويزعم الوفــــــــــــــــاء

وهنــا من انتهــــى حلمـــه ويعـــلن لحياته الأنتهـــــــــاء

ليترمــى بحضن أمواجـــى مفتقـــداً مــراسم العـــــــــزاء

وهنا من يجلس بصمتــه ودموعه كبــــــريـــــــــــــــــاء

وهنا من افتقــد عشـقــه وتحطمت الحانه إلى اشــــــلاء

وهنا من افتقد عمـره وهو ينتظر فرصه تأتى له من السماء

وهنا هانت عليــه نفســه وجعل رأســــه لأنحــــــنــــــاء

وهنا من رحلت حيـــاته وهــو يبحث عن الوفــــــــــــــــاء

وهنــا من أنكســر طموحـــه واصبــح من الأقــــــويـــــاء

هنـــا وهنـــا يتحدثون إلى وأنا كلمــاتــــى خرســــــــــــاء

هنـــــــــا..... و هنــــــا .... وهــــنـــا .... وهنـــــــــــا

جعــــلوننـــى لا املـــــك أختيـــــــــاراً ســــوى البكـــــــاء

فأبتسمـــت لــــه واخبرتــــه ......

لا تحزن يا صــديقـــى فلا أحداً يحمل السعـــادة بدون عنــاء

فقــال أتـــرك كل هـــذا وأخبرنى ما تحمــــل من شقـــــــــــاء

فأبتسمــت لــه وأخبرتـــــــه .....

منذ لحظـــات قليــــله أعتقــــدت بأن حزنى يمتـــلك الأنحــــاء

وبأن جرح مشـــاعرى لا تفـــارقنـــــى جميـــع الأرجــــــــاء

وبأننى كنت جريحــــاً ولا لأحــــد غيــــرك يملك لـى الــــدواء

وجئــت أليـــك مســرعاً وأنا أحمــل كل هذا الغبــــــــــــــــــاء

واتقنت الآن بأن حزنـــى ليس ألا مجـــرد هــــــــــــــــــــــراء

فأضف لقـــائمـــة هنـــا... بأنك جعلتنـــى من السعـــــــــــــداء